الرياب والخطط طويلة المدى

 
وبحسب الإحصائيات والمعلومات المنشورة، فإن متوسط فترة نشاط الشركات الإيرانية، منذ تأسيسها وحتى إغلاقها، يبلغ حوالي أربع سنوات ونصف. ومن ناحية أخرى، فإن تلك الشركات التي تعيش أزمات مختلفة وتصل إلى العقدين الثاني والثالث، تواجه مشكلة التقادم وعدم إعادة التنظيم. بمعنى آخر، تعاني العديد من الشركات الإيرانية القديمة باستمرار من مرحلة الشيخوخة والتآكل ثم تختفي في النهاية. تعتبر هذه الشركات شركات جيل واحد. أي أنه طالما أن مؤسسي الشركة لديهم القدرة على إدارة الشركة، فإن تلك الشركة سوف تستمر، وبعد ثلاثين إلى أربعين سنة من عمر هذه الشركات، إلى جانب تقاعد المؤسسين وشيخوخةهم، سوف تستمر الشركات كما تدخل في مرحلة التقاعد والتقليص وأخيراً الوصول إلى الإغلاق والتصفية أو التسليم الكامل. وفي هذه الحالة، تواجه هذه الشركات اضطرابًا تنظيميًا وانقطاعًا لهاتين الفترتين بسبب عدم نشاط الشركات في سنواتها الأخيرة وتمديد فترة التسليم.
 
ولحسن الحظ، فإن شركة رياب للاستشارات الهندسية التي تأسست عام 1984، هي إحدى الشركات التي حافظت على تنظيمها الداخلي بعد إعادة الهيكلة التي حدثت عام 2003، عشية مرور 20 عامًا على تأسيسها، ومرة أخرى بعد 19 عامًا. هذه المرة في عام 2022، أي عشية مرور 40 عامًا على تأسيسها تقريبًا، جددت الشركة قوتها مرة أخرى وهذه المرة، مع تغيير الرئيس التنفيذي، سلم قيادة الشركة إلى مدير في منتصف العمر كان يعتبر أحد المديرين السابقين لشركة الرياب. بعقل أصغر سنا وأكثر تحفيزا، يجب عليه أن يتولى تجديد وتحسين شؤون الشركة والتخطيط طويل المدى وتوفير إمكانية استمرار أنشطة الشركة.